تعريف النهضة الاسلامية

أول استعمال لمصطلح النهضة كان في أوربا بعد أن وقعت أوروبا في العصور الوسطى تحت هيمنة رجال الكنيسة على مختلف شؤون الحياة، باعتبارهم علماء في الدين وفلاسفة في القانون الروماني، فحاربوا المفكرين، وحاكموهم بقسوة، واحتكروا زعامة المجتمع، فتفشت فيه الخرافات وعم الجهل، فلم ينتفع الجمهور باللغة اللاتينية، لأنها كانت محتكرة لدى طائفة من رجال الكنيسة ولم تكن صناعة الورق، أو فن الطباعة معروفين في أوروبا، ولهدا كان المجتمع الأوروبي متخلفاً ويئن تحت وطأة الإقطاع، ويعاني من ويلات الحروب الإقطاعية والتجزئة السياسية

عصر النهضة
مصطلح يطلق على فترة الانتقال من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة وهي القرون 14 – 16 ويؤرخ لها بسقوط القسطنطينية عام 1453م حيث نزح العلماء إلى إيطاليا حاملين معهم تراث اليونان والرومان. كما يدل مصطلح عصر النهضة على التيارات الثقافية والفكرية التي بدأت في البلاد الإيطالية في القرن 14, حيث بلغت أوج ازدهارها في القرنين 15 و 16, ومن إيطاليا انتشرت النهضة إلى فرنسا وإسبانيا وألمانيا وهولندا وانكلترا وإلى سائر أوروبا. أزدهر شأن النهضة الإيطالية إذ وجدت لها أنصاراً يصرفون عليها المال الوفير, مثل أسرة ميديشي في فلورنسا وسوفرزا في ميلانو والبابوات في روما. بلغت البندقية ذروة عظمتها الثقافية في أواخر القرن 16. من أعظم شخصيات النهضة في المجال الفني ليوناردو دا فينشي ومايكل آنجلو ومكيافيلي، وغيرهم كان لهذه الحقبة تأثير واسع في الفن والعمارة وتكوين العقل الحديث وعودة واعية للمثل العليا والأنماط الكلاسيكية. في هذه الفترة تم اكتشاف أراضي وشعوب جديدة حيث أتسمت هذه الفترة بظهور طائفة كبيرة من الرحالة والمستكشفين والملاحين منهم الأمير هنري الملاح وكرستوفر كولومبوس وفاسكو دي كاما.

تعريف النهضة
النهضة بمفهومها الخاص وبالاعتماد على مفاهيم عصر النهضة الأوربية هي حركة إحياء التراث القديم حيث هناك كبوة بعد تطور حضاري تحتاج إلى نهوض، أما بمعناها الواسع فهي عبارة عن ذلك التطور القديم في كل من الفنون والآداب والعلوم، وطرق التعبير، والدراسات، وما صاحب ذلك من تغير في أسس الحياة الإجتماعية والاقتصادية والدينية والسياسية.وهى عملية فكرية تتجاوز انغلاق فترة زمنية سابقة.

من نتائج النهضة اللأوربية
إحياء الدراسات القديمة فقد إستهوت الدراسات الإغريقية واللاتينية عقول الكثيرين من الأوروبيين وقد وجدوا معظم مجلداتهم في الكنائس والأديرة، فعكفوا على دراستها ،وترجمتها إلى اللغات المحلية مما فتح نوافذ المعرفة امام غالبية الشعب.

مفهوم النهضة الاسلامية
لا يوجد حتى الآن تعريف واضح للنهضة الاسلامية فكلمة النهضة – دون ربطها بالاسلام مبدئياً – شغلت الأذهان منذ مطلع القرن العشرين ولا زالت بحسب الدكتور جاسم سلطان. فهل نحن بحاجة إلى نهضة علمية وهنا يتم الخلط مع العلمانية، أم نهضة حضارية لإحياء الحضارة الاسلامية. ورغم المعنى المتبادر لغة وهو القيام من القعود، إلا أن السؤال حول المعنى لا يزال قائما، وخاصة حينما يحتدم الجدال والاخذ والرد عن مصاديق النهضة أو تحققها في أرض الواقع في هذا القطر أو ذاك، وهل هي نهضة عربية لاستعادة أمجاد الحضارة العربية أم اسلامية لاستعادة أمجاد الحضارة الاسلامية.

ويزداد الامر تعقيدا عند استخدام مقاربات أخرى مثل التنمية ومحاربة التخلف  أو التقدم والتقدميةومحاربة الرجعية  أو الترقي أو التجديد الديني أو تحقيق مبدأ الاستخلاف. وازداد الجدال مؤخراً مع  بلورة مصطلح ما يعرف بالفكر الاسلامي والمفكرين الاسلاميين الذين اهتم كثير منهم بما يشار له اليوم بالنهضة الاسلامية حيث بدؤوا بطرح مفاهيم النهضة متأثرين ولو قليلاً بالتصور الأوربي، لأن مفهوم النهضة أصلاً انطلق في الغرب كما في فكر مالك بن نبي أو مشروع النهضة للدكتور جاسم سلطان. ويأخذ الأمر منحى تنموياً وسياسياً عند تناوله مم بات يعرف بالتيارات الإسلامية أو تيارات الإسلام السياسي كمشروع النهضة الذي تقدم به حزب العدالة والتنمية الجناح السياسي للإخوان المسلمين في مصر أو استعمال الاسم كحزب النهضة في تونس أوغيره. لكن مايزال الوضع غير مبلور تماماً وفي حالة البحث عن الفكر النهضوي ومدى علاقة النهضة بالدين الاسلامي.

وكون نهضة أوربا قائمة على ثورة على موروث ديني. فذلك مازال يلقي بظلاله على مفهوم النهضة عندنا وبالتالي تمثلها أصحاب الفكر القومي أو العلماني بالثورة على المرجعية الدينية والتحول إلى العلمنة وفصل الدين عن الدولة باتجاه تنمية اقتصادية وبشرية تشمل المسلمين وغيرهم حسب مبدأ الدين لله والوطن للجميع. وتمثلها التيار ذو التوجه الاسلامي بالثورة على التقليدية والخرافات التي أقحمت في الدين مع توسيع وتضييق مفهوم التقليدية وبالتالي يجب القضاء أو تنقية الموروث الديني مما لحق به من عادات وتقاليد ومفاهيم لاإسلامية وينقسم هؤلاء إلى:

  1. تيار يرى أن النهضة تكون بنشر علوم الاسلام واحياء العلوم الشرعية والتي هي العلوم التي تفرعت عن الكتاب والسنة وإجماع علماء الشرع، كالعقيدة والفقه والقرآن وعلومه والحديث وعلومه واللغة العربية والتزكية وعلم القلوب والرقائق بالإضافة للفقه السياسي والفقه الاقتصادي وفروعها وغيرها من العلوم الشرعية دون التقليل من أهمية العلوم الدنيوية أيضاً. ومن ثم التعامل مع الواقع ومجابهة حالة الخمول بالعودة بالاسلام إلى أصوله وهضمها بأخذ العلم عن أهل العلم الراسخين والمجازين ممن تتلمذوا عليهم باعتبار أن هذا العلم دين فلينظر كل امرئ عمن يأخذ دينه، ثم مع الفهم العميق والإحياء يأتي دور التجديد لأن الدين ينقسم لمتغيرات وثوابت فلا يحق لأحد ان يغير ويجدد عن جهل وإلا كان عرضة للضلال ولابد للمجدد من أن يكون ذا علم واسع ليستحق أن يكون المجدد المقصود بحديث رسول الله : ان الله يبعث لهذه الامة على راس كل مائة عام من يجدد لها دينها.
  2. تيار يتفق مع التيار السابق بضرورة النهضة العلمية الدينية والدنيوية لكن يتشدد في ضرورة نسف البدع مع توسيع هذه الكلمة أحياناً من باب سد الذرائع، ويرى القضاء على التصوف من جذوره والتقليل من دورالرقائق الروحية وتقديم النصوص وأعمال السلف والوقوف عندها، ويميل إلى التخلص من المذهبية الفقهية والأخذ من الكتاب والسنة مباشرة فيكفي معرفة الحديث الصحيح والآية وتفاسيرها حسب رأي الأجيال الأولى أولاً لأخذ الحكم مع الوقوف على أحكام السلف دون زيادة لكن البعض يتهم أصحاب هذا التيار بالجمود.
  3. تيار يعتقد أصحابه أن النهضة وإن سميت نهضة إسلامية إلا أن النهضة هي عمل فكري وليس من الضروري للمفكر الذي يشتغل بالنهضة أن يدرس الاسلام بشكل ممنهج فهو لا يفتي والقدرات العقلية والثقافة الواسعة للمفكرين كافية ليقوموا بدورهم النهضوي فللعالم دور وللمفكر دور مختلف ومن ثم يكمل بعضهم بعضاً والنهضة إنما هي عمل فكري ينتج فكراً يتبناه سياسيون واقتصاديون. وقد ربط البعض من هذا الفريق بين النهضة ومفاهيم التنمية البشرية وبناء القدرات كأحد عوامل النهضة وميز آخرون بين النهضة والتنمية وأن التنمية وسيلة من وسائل النهضة المتعددة وليست هي النهضة لكن مع ذلك لم يتمكنوا من بلورة معنى واضح للنهضة
  4. تيار يتخذ من التجديد شعاراً  وينقسم لتيارات متعددة ماتزال تشترك بدعوتها للتجديد مع توسيع مجالات التحرر من اقوال العلماء والسلف الصالح باعتبار أن علمهم هو اجتهادات غير ملزمة مما يجعلهم عرضة للانحراف والأهواء أحياناً وغالبيتهم يرون أن آراء العلماء والفقهاء بحاجة لمراجعات وعصرنة وبعضهم يدعو للتجديد في أصول الفقه وتجديد علم المقاصد أو دعوات لتجاوز حجية الإجماع والعمل على الاستنباط العقلي الحر لفسح المجال للتجديد حسب متطلبات العصر مع التهاون في شروط الاجتهاد  وينادي البعض بتبني مفاهيم الأخوة الإنسانية وحقوق الانسان ويستدلون بنصوص معينة عليها، وآخرون يرون ضرورة المقاربة بين الأديان والتيارات المتعددة ومنهم من يطالبون مثلاً بإزالة حدود غير مذكورة في القرآن صراحة كحد الزنا والردة ويصل البعض إلى حد نسف السنة وتأويل القرآن باستخدام العقل فقط وهو معنى التدبر في رأيهم

المصادر 1 2 3 4 5 6

هذا المنشور نشر في تعاريف هامة وكلماته الدلالية , , , , . حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق